قصة نجاح الدكتور فهد العتيبي

بسم الله الرحمن الرحيم 

انا فهد العتيبي - خريج برنامج دكتور بصريات لعام ١٤٣٧ هجري ...

تخرجت من الثانويه العامة بمعدل ١٠٠٪؜ و درست السنة التحضرية و تخرجت بمعدل يؤهلني لدخول الطب البشري بجدارة -الذي كان رغبتي-
 الا ان اقدار الله شاءت ان اكون "دكتور بصريات" بطريقة او بطريقة اخرى و قد كان هناك قصور كبير فالتعريف بهذا التخصص 
و مهام الممارسين فيه و اهدافه ... بعد دخولي في هذا التخصص كنت اجهل تمامًا ما هو و كنت (كمن سمع في ذلك الوقت من زملائي) 
من بعض المتخصصين السلبيين ان هذا التخصص تابع للطب و ان الممارسين فيه مجرد فنيين بسنوات دراسة اكثر
 و ان هذا التخصص من اسوأ التخصصات و ان دكتور البصريات مجرد "تخدير" ان صح التعبير لأخصائي البصريات
 و الا في الواقع هو تخصص "فاشل" و "مظلوم" ، بدأت بالبحث بنفسي عن هذا التخصص فوجدت انه تخصص عظيم جدًا
 و قائم بذاته لا يتبع لأي تخصص اخر على الرغم من انه مزيج بين طب العيون و فيزياء الضوء "هذين التخصصين المعقدين جدًا " 
و هذا ما جعل من البصريات تخصص لا يتقنه الا الاذكياء من المتخصصين فيه تحديدًا فلا يتقنه طبيب العيون و لا يتقنه كذلك الفيزيائي المتخصص في الضوء ،
 ادركت ان تخصصي مهم للغاية بل انه الركيزة الاساسية التي يقوم عليها قسم العيون فالمريض لا يأتي الى قسم العيون الا من اجل البصر
 و لا يعرف بخلل العين الا من خلال البصر و لا يحرص الا على البصر " فلو سألت المريض سؤالًا جدليًا هازلًا هل تريد ان نأخذ عينك و نترك لك البصر
 او نعطيك عين من ذهب مرصع بالالماس و لكنها لا تبصر ؟ 
سيختار بكل تأكيد النظر و هذا ما نراه في كثير من المرضى المتعايشين مع بعض المشاكل التجميلية في العين
 و التي لا تؤثر على البصر بشكل اساسي او مباشر " بل ان فقدان البصر موجب لدخول الجنة كما ورد في شريعتنا السمحه ،
 كما علمت ان البصريات في الدول المتقدمة يصل الى ان يكون اعلى راتب و افضل مستوى معيشي من غيره من التخصصات الاخرى ،
 بل في بعض الدول تكون كلية البصريات واحدة من اصعب الكليات قبولًا و دراسة ....
قررت بعد ذلك ان ابقى في تخصصي و لكن لا اكون مجرد اسم او ممارس صحي مر على التخصص و عمل مدة من الزمن لكسب لقمة العيش
 و بعد ذلك تقاعد و انتهى الامر ... بل قررت ان اكون "بعون الله" رقم صعب و اسم لامع يخدم وطنه و يشرف بلاده
 و يثبت لغيره ان لا مجال للاستغناء عنه عملًا و مشورة 

رتبت اوراقي و استعديت و ركزت على مجالي و خلصت الى ان اتخرج بمرتبة الشرف الاولى
 و الاول على كلية العلوم الطبية التطبيقية بكافة تخصصاتها بمعدل مرتفع اوجب تكريمي على مستوى الجامعة و المملكة و الشرق الاوسط 
 لله الحمد من عدة جهات داخلية و خارجية ... 

قضيت فترة الامتياز في ٣ مستشفيات متميزة بمن فيها ... 
كمدينة الامير سلطان الطبية العسكرية بالرياض ، مستشفى الملك خالد التخصصي لطب و جراحة العيون ، و مستشفى الحرس الوطني بالرياض ....

ثم عملت لدى احد اكبر المستشفيات بالمملكة المتحدة فور تخرجي كما عملت لدى احد افضل عشر مراكز ابحاث في العالم في العاصمة البريطانية لندن
 و استمرت بالعمل معهم المدة ليست بالقصيرة و بعد ذلك عدت للمملكة العربية السعودية بسبب الظروف العائلية و استقريت في مدينة الرياض 
و عملت معلمًا متعاونًا للبصريات لطلاب طب العيون و بدأت بدراسة تخصص المختبرات للتفرغ للمجال البحثي في مجال البصريات ...

عملت على عدة ابحاث و كرمت كسفيرًا لجامعة MST البريطانية و سفيرًا شرفيًا لمنطقة جازان الغالية على قلوبنا جميعا
 و سفيرا لأكاديمية EF الدولية نظيرًا للتفوق العلمي كما حزت على منحة دراسية من احدى الجامعات الاوروبية ...

ساهمت في تأليف كتاب إكتشف الطبي و ساهمت في تدقيق النسخة الحديثة من مرجع US for Eye and Orbit 
و حصلت على البراءة الطبية في تعديل احد الفحوصات الطبية و اعمل حاليًا ضمن فريق طبي لتأليف كتاب مرتبطًا بالجلوكوما 
سينشر ضمن الجمعية الملكية البريطانية للبصريات ...

عضو الجمعية البريطانية للبصريات و عضوًا للجمعية السعودية للبصريات كذلك ...
طلب مني ان اوجه نصيحة للاخوان و الاخوات المتخصصين فلا ارى اني في مكان النصح بل
 انا متحمس لسماع نصائحكم فأنتم اما استاذتي الذين اعتز بأني كنت احد طلابهم يومًا او زملائي الذين اتشرف اني ازاملهم و اعمل معهم جنبًا الى جنب
 لدفع تخصص البصريات في المملكة العربية السعودية الى ان يكون ضمن افضل ٣ تخصصات في هذه البلاد المباركة ...
 ولكن استجابة لما طلب مني حرصت ان اقدم ما انصح به نفسي امامكم و امام نفسي الا و هو :
اولًا : اذا اردت ان تتفوق لا بد ان تحب التخصص و ان تطمح الى تحصل ما وراء الدرجات و ان تعلم ان ما تدرسه اليوم 
هو ما يفيدك غدًا و ليس ما تنجح به و تجتاز المادة فقط ...

ثانيًا : من سبق ليس اعلم منك و لا اذكى منك ، صاحب خبرة ٥٠ عام و صاحب خبرة عام هم زملاء في نهاية المطاف
 يتناقشون بأدب لهدف علمي بحت و يحفظ الصغير الكبير المكانه العمرية و العلمية و لكن لا يمنع من تشارك المعلومات و الاستعانة ببعض ...

ثالثًا : لا تعتقد انك اعلم من احد و لا تقدم نفسك على من قدمه الناس و انما اعمل و تعلم من الجميع و حاول اثبات نفسك و سيقدمك الناس ...

رابعًا : لا تتعصب لرأيك او لمعلوماتك و اقبل فيها النقاش و اسمع و قل ما عندك دون حياء او خجل او خوف ...

خامسًا : استشعر انك تعمل لمصلحة المريض حتى لو اساء لك و لا تستصعب الحالة و تعطي المريض اي وصفة 
دون التأكد من مناسبتها له و انها لائقة طبيًا ....

سادسًا : التخصص يمر بمصاعب لا تجعل هذه المصاعب تنسيك اهميتك و اهمية تخصصك ...

سابعًا : لا تعتبر احالة المريض لزميلك المتميز في جانب قد لا تكون ملم به الالمام الكامل اهانة لك او اعطاء انطباع سيء ...

ثامنًا : اثبت نفسك دائمًا و اعمل دائمًا حتى لو ضايقك طبيعة عملك او الصلاحيات المعطاة لك و اعلم انك يومًا ما ستكون ما اردت ...

تاسعًا : دوّن ما تسمع و اسمع ما يقال و اسأل و اقرأ عن كل مصطلح او فحص تسمع عنه او تقرأ اسمه في كتاب او في ورقة فحص ...

عاشرًا : ادعم زملائك و علمهم و تعلم منهم فإذا تقدمت البيئة التي تعمل فيها سيكونون سبب اساسيًا في تقدمك و تطورك سواءً بيئتك الدراسية او العملية ...
و بهذا اكون قد قلت كل ما لدي و اعتذر على الاطالة و اشكر لمدونتكم الكريمة اتاحت الفرصة لي و تشريفي




تعليقات